يتسبب نقص الأنسولين و زيادة الهرمونات الأخرى مثل الجلوكاجون و الأدرينالين في نقص استخدام الجلوكوز والمواد الكربوهيدراتية كمصدر للطاقة و يتم استخدام الدهون و البروتينات بدلا منها مما يترتب علية تكوين الأحماض الكيتونية. يقوم الجسم بمعادلة الأحماض الكيتونية بوسائل مختلفة أهمها مادة البيكربونات الموجودة في الدم. ولكن مع استمرار و زيادة تكون هذه الأحماض الكيتونية يفشل الجسم في معادلتها مما يترتب علية زيادة في حموضة الدم. وتعتبر زيادة حموضة الدم آمر بالغ الخطورة حيث أنة من الأمور التى قد تؤدى إلى الوفاة. وظهور الأحماض الكيتونية عند مريض السكري مرتبط بمستوى الأنسولين في الدم لهذا فهو من المضاعفات الشائعة في النوع الأول من المرض (الذي يصيب الأطفال) بينما يندر حدوثها في النوع الثاني من مرض السكري. يعتمد التشخيص المبكر لظهور الأحماض الكيتونية عند مريض السكري على إجراء تحليل البول للكشف على الأحماض الكيتونية ويجب الإسراع في إجراء هذا التحليل سواء بواسطة المريض, الاسرة آو الطبيب المعالج عند حدوث اى نوع من التغيرات يشعر بها المريض آو يلاحظها المرافقون لة.
أسباب المرض:
1- الإهمال في تناول جرعات الأنسولين في مواعيدها المحددة: يحتاج مريض النوع الأول من السكري إلى الحقن بالأنسولين بعدد 3 آو 4 جرعات يوميا. و في بعض المرضى يتسبب نسيان آو تناسى جرعة واحدة من الأنسولين في ظهور الأحماض الكيتونية عند مريض السكري. ويعتقد بعض المرضى أنة يمكنة ان يلغى جرعة الأنسولين إذا كان لا يرغب في تناول الطعام. و هذا اعتقاد خاطئ حيث أنة يجب ان نتعاطى جرعات الأنسولين في مواعيدها ونرتب وجباتنا طبقا لهذا. فمثلا إذا تعذر تناول الوجبة الغذائية بعد حقنة الأنسولين بسبب فقدان الشهية آو الترجيع المستمر مثلا فانة يمكننا تناول كوب من العصير كبديل للوجبة.
2- حدوث عدوى من اى نوع (التهاب الحلق , التهابات بولية) آو اى أمراض أخرى قد يؤدى لتكون الأحماض الكيتونية. ونحب ان نؤكد مرة أخرى على ان فقدان الشهية الذي غالبا ما يصاحب هذه الأمراض لا يجب ان يؤدى إلى إنقاص جرعة الأنسولين. حيث ان هذه الأمراض تؤدى إلى زيادة حاجة الجسم من الأنسولين.
3- التأخير في تشخيص مرض السكري من النوع الأول قد يؤدى إلى ظهور الأحماض الكيتونية مع بداية ظهور المرض.
4- قد تتكون الأحماض الكيتونية دون وجود سبب واضح في حوالي 25% من الحالات.
أعراض المرض:
1- زيادة في أعراض مرض السكري التى تشير إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم مثل العطش المستمر , كثرة التبول , الهبوط و الهمدان.
2- آلام في البطن و ترجيع: ونحب هنا ان نؤكد على ضرورة إجراء تحليل للبول بواسطة شرائط اكتشاف الأحماض الكيتونية عند الإحساس بآلام في البطن آو ترجيع في كل مرضى السكري من النوع الأول.
3- زيادة في معدلات التنفس و نهجان
4- عند التأخر في العلاج قد يحدث نقص في التركيز و الإدراك وقد يدخل المريض في غيبوبة.
ونحب ان نؤكد على أنة يجب على كل مريض يعانى من النوع الأول من مرض السكري ان يحتفظ في منزلة بشرائط تحليل البول للكشف على الأحماض الكيتونية ويجب الإسراع في إجراء هذا التحليل سواء بواسطة المريض آو الاسرة آو الطبيب المعالج عند حدوث اى نوع من التغيرات يشعر بها المريض آو يلاحظها المرافقون لة.
تشخيص المرض:
يعتمد تشخيص المرض على ظهور الأحماض الكيتونية في بول مريض السكري. و ظهور الأحماض الكيتونية في البول غالبا ما يصاحبة ارتفاع شديد في مستوى السكر في الدم. ولكن ظهور الأحماض الكيتونية في بول مريض السكري قد يحدث بينما مستوى السكر في الدم في الحدود الطبيعية. لذلك يجب في حالة وجود أعراض تشير إلى تكون الأحماض الكيتونية ان نسرع بإجراء تحليل البول للكشف على الأحماض الكيتونية حتى لو كان مستوى السكر في الدم في الحدود الطبيعية.
علاج المرض:
يعتبر ظهور الأحماض الكيتونية في بول مريض السكري من الحالات الحرجة التى يلزم معها دخول مستشفى يفضل ان تكون متخصصة في علاج مثل هذه الحالات. ويعتمد العلاج على المتابعة المستمرة للمرض واعطائة المحاليل المناسبة والأنسولين. ولكن أثناء انتقال المريض إلى المستشفى يجب اعطائة محاليل عن طريق الفم و يفضل المحاليل التى تحتوى على كمية من الأملاح مثل عصير الطماطم وشوربة الخضار.